تلعب وكالات التوظيف دوراً حيوياً في دعم سوق العمل في منطقة الخليج العربي، إذ تساهم في توفير القوى العاملة وتقديم حلول فعّالة للشركات، خصوصاً تلك التي تستعين بالعمالة الأجنبية. لكن عند دخول سوق جديد، تواجه هذه الوكالات تحدياتٍ قد تعيق قدرتها على التوسع والمنافسة، مما يستدعي استراتيجيات مبتكرة للتغلب على هذه العقبات.
في هذه الدراسة، أستعرض كيف ساهمت إعلانات جوجل في تحقيق زيادة ملحوظة بلغت 650% في عائد الاستثمار لوكالة توظيف تعمل في السوق الخليجي، وتحديداً في المملكة العربية السعودية، خلال فترة 6 أشهر.
عند التوسع إلى أسواق جديدة لتحقيق نموّ الشركة، يعدّ تحقيق اختراق سريع في السوق المستهدف أحد الأهداف الرئيسية التي تُركز عليها الشركة. غير أن غياب الأسس الرئيسية الضرورية لهذا الاختراق يجعل من الوصول إليه أمراً بالغ الصعوبة.
من خلال تقييم شامل للحالة، برزت التحديات التالية:
كانت هذه التحديات بمثابة حجر عثرة أمام جهود الشركة التسويقية، مما أدى إلى فشلها في تحقيق الأهداف المحددة قبل الدخول للسوق. تشمل المشكلات الفرعية المرتبطة بهذه التحديات على سبيل المثال: نقص الكوادر ذات المعرفة العميقة بالسوق السعودي ومميزاته، وكذلك زيادة الإنفاق الإعلاني نتيجة للنهج غير المدروس.
بالإضافة إلى ذلك، تسبب عدم تخصيص ميزانية تسويقية كافية لهذه المشاريع في خسائر، خاصة بالنسبة للشركات المتوسطة والكبيرة التي قد تجد نفسها في دوامة من المشكلات الإدارية التي تؤدي في النهاية إلى هدر الأرباح السنوية.
بعد عقد اجتماعات مستمرة مع الفريق الإداري والمسؤولين في المجالات التسويقية، وتحليل آلية تقديم الخدمات، ومراجعة شخصية العملاء المستهدفة، تبيّن أنه من الضروري بناء استراتيجية تسويق رقمي قوية تسعى لتحقيق الأهداف المحددة ضمن إطار زمني واضح لمراجعة الأداء وتحسينه.
ملخص الخطة التسويقية والاستراتيجية المتبعة شمل الآتي:
لكن واجهت الخطة تحديًا رئيسيًا، وهو عدم جاهزية الموقع الإلكتروني لاستقطاب السوق الجديد. لذلك، تم تنفيذ الخطوات التالية:
كان الموقع الإلكتروني للشركة قديمًا ولم يخضع لأي تحديث أو تحسين ليتماشى مع معايير تحسين محركات البحث الحديثة. من هنا كانت أول خطوة أساسية هي تطوير الموقع ليتناسب مع الحملات الإعلانية المدفوعة القادمة. تم تطوير الموقع وفق معايير تجربة المستخدم، وركز العمل على:
بعد شهرين من العمل، أُطلق الموقع الجديد الذي يتوافق مع السوق المستهدف ويخلو من أي مشاكل تقنية.
ركزت حملة تحسين محركات البحث على تعزيز ظهور الموقع في الأسواق المستهدفة، والتي شملت السعودية، الإمارات، لبنان، ومصر. وبعد إطلاق الموقع الإلكتروني الجديد، تم تحسين المحتوى وصفحات الخدمات وفق متطلبات هذه الأسواق، مع تبني استراتيجية تحسين محركات البحث الدولية (international SEO) نظرًا لتعدد الأسواق المستهدفة.
النتيجة بعد 12 شهرًا من الحملة كانت زيادة بنسبة 322% في الزيارات من السعودية، و104% من الإمارات، إلى جانب استقطاب أكثر من 6 عملاء شهريًا عبر تحسين محركات البحث وحدها.
اعتمدت استراتيجية إعلانات جوجل على الوصول إلى عملاء جدد، مع التركيز على الخدمات التي تُحقق للشركة أعلى معدل ربح وذات الطلب المرتفع في السوق السعودي. خُصّص أيضًا جزء من الحملة لزيادة الوعي بالعلامة التجارية عبر استهداف كلمات بحث موجهة للمنافسين وكلمات عامة لوكالات التوظيف.
بعد 12 شهرًا من العمل المستمر، حققت الحملة زيادة في عائد الاستثمار بنسبة 650% خلال 6 أشهر، مع أرباح تجاوزت 100,000 دولار خلال نفس الفترة، ووصل عدد العملاء الجدد إلى 30 عميلًا شهريًا، مما ساهم في استدامة تدفق العملاء الجدد للشركة.
شكلت هذه التجربة تحديًا جديدًا، نظرًا لأن نموذج العمل كان يستهدف قطاع الأعمال (B2B)، ما تطلب حلولاً متخصصة واستراتيجيات موجهة بعناية للسوق الخليجي. بعد عام كامل من العمل، بات واضحًا أن تجاهل المشكلات التسويقية الأساسية يؤدي إلى تعقيدها مع الوقت، ويحول دون تحقيق الأهداف المرجوة.
تطلب هذا المشروع تعاونًا وثيقًا مع فريق المبيعات وخدمة العملاء لضمان توافق الجهود وتحقيق نتائج مثمرة، كما ساهمت الكوادر التسويقية في الدول المستهدفة بشكل فعّال في فهم الفروق الجوهرية بين كل سوق وآخر، مما أسهم في تكييف الاستراتيجيات بما يتناسب مع احتياجات وتوجهات كل سوق.
أنا أشارك خبراتي في تسويق محركات البحث من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فتابعني إذا كنت مهتمًا بهذا المجال!