عند الحديث عن المنشآت السياحية وتحسين الخطط التسويقية لها، خصوصًا الرقمية منها، فقد يكون من البديهي هنا الحديث عن تحسين محركات البحث للمطاعم في دبي كعامل مؤثر في نجاح الخطة التسويقية.
إلا أن الحالة هنا مختلفة نوعًا ما، حيث في منطقة تعجّ بمختلف السلوكيات لدى الزبائن المحتملين، كان لابد من دراسة تأثير التسويق الرقمي للمطاعم في الإمارات. يتضمن ذلك تهيئة الموقع (الجديد) لمحركات البحث، وتحسين السيو المحلي (Local SEO) لهذه المنشأة.
البيانات هي ما يتحكم بكيفية اتخاذ القرارات التسويقية، خصوصًا ضمن قنوات التسويق الرقمي، لكن يتحتم ذلك وجودها بشكل منظم. في حالتنا هنا عند الحديث عن المطعم، فلم يكن لتنظيم البيانات الموجودة أي أثر.
ومع ذلك، ونتيجة لجهود تسويقية سابقة، كان اسم المطعم مألوفًا بعض الشيء. كذلك، وجود العديد من مواقع الحجز العالمية التي تضيف هذه المنشآت أولًا بأول وتعتمد على استراتيجيات التسويق السياحي كونها الخيار الأول لدى السيّاح عند اكتشاف بلد أو منطقة معينة، ساهم في إعطاء إشارات حول أهمية السيو لهذا المطعم لاحقًا.
تلخيصًا لما سبق، يمكن تحديد النقاط الرئيسية للمشاكل الموجودة في الحالة هنا بالتالي:
ما يزيد التأثير السلبي لهذه المشاكل هو القيام مسبقًا بحملات تسويقية تقليدية بالاعتماد على البروشورات وغيرها في أماكن تواجد الفئات المستهدفة من زبائن المطعم. يمكن تصور ما يتركه ذلك من تأثير سلبي على سلوك المستهدفين عند البحث أونلاين عن تقييمات أو قائمة الأصناف التي يقدمها المطعم أو حتى كيفية الوصول إلى الموقع الجغرافي له ضمن إمارة دبي.
بعد دراسة معمّقة اعتمادًا على البيانات المتوفرة، ووضع استراتيجية لتطبيق الخطة التسويقية، تم اعتماد التالي لتنفيذ الخطة:
تنفيذ هذا النوع من الخطط التسويقية يتطلب استغلال الوقت بشكل أمثل أثناء مراحل تطبيق كل مرحلة على حدة مع تحديد الأولوية. حيث كانت لوحة البيانات هي حجر الزاوية هنا، خصوصًا مع وجود عدد لا بأس به من الحجوزات الدورية من قبل الزبائن.
تصميم لوحة البيانات لا يحتاج إلى اختراع جديد للعجلة، بل تم تطبيقه بما يتوفر من حلول مرنة تناسب المطعم بالاعتماد على Google Data Studio، حيث كان التركيز بداية على المؤشرات التالية لاستخدامها لاحقًا في حملة تحسين سيو للموقع الإلكتروني والسيو المحلي لحساب المطعم على Google Maps:
كما أسلفت سابقًا، لوحة البيانات هذه هي بنسختها الأولية وهدفها فقط تسجيل بيانات حول زبائن المطعم والحجوزات التي يتم استقبالها ريثما يتم الانتهاء من المراحل الأخرى.
مع الانتهاء من تطوير وإطلاق الموقع الإلكتروني، تم التأكد من ربط الموقع بأدوات التتبع التالية:
كذلك، تم الاعتماد أثناء تطوير الموقع على أن يكون مهيئًا لمحركات البحث واستخدام استراتيجيات السيو المحلي للمطاعم. مع مراقبة وتحليل دقيق لسلوك الزبائن / زوار الموقع، ثم تصميم قائمة تفاعلية بالأصناف التي يقدمها الموقع، وصل معدل زيادة زبائن المطاعم في دبي بعد 3 أشهر من الإطلاق إلى أكثر من 1500 زائر يوميًا!
تم الاعتماد هنا على استخدام صور عالية الجودة تمثل الهوية البصرية للمطعم، بالإضافة إلى إضافة الأصناف التي يقدمها المطعم مع معلومات التواصل بالطبع، بما فيها الموقع الإلكتروني عبر Google Business للمطاعم.
من بين الاستراتيجيات التي تم تنفيذها أيضًا هو استخدام خاصية النشر في Google Business لإبقاء الزبائن المهتمين على اطلاع بآخر العروض التي يقدمها المطعم. أخيرًا، كان لا بد من إعلام الزبائن بإمكانية إضافة تقييم حول الخدمة والمطعم في Google Maps، سواء كان ذلك بالتواصل المباشر معهم بعد الانتهاء من تقديم الخدمة لهم في المطعم أو إلكترونيًا.
النتيجة التي وصل إليها الحساب كانت أكثر من 20,000 مشاهدة للحساب شهريًا، العديد من تلك المشاهدات تحول إلى حجوزات عبر الاتصال أو زيارة الموقع الإلكتروني.
مع بدء تدفق البيانات عبر الموقع الإلكتروني وحساب Google Business، أصبح بالإمكان إنشاء وتنفيذ خطة سيو قائمة على البيانات. كان الهدف واضحًا، ألا وهو الوصول إلى مزيد من الزبائن المحتملين عن طريق تحسين الظهور في نتائج البحث المحلية، خصوصًا لكلمات مفتاحية ليس من السهل التصدر من خلالها.
يمكن تلخيص أهداف استراتيجية السيو هذه بالبنود التالية:
والنتائج كانت مميزة بالفعل، حيث أنه وبعد 3 أشهر فقط من بدء حملة السيو، وصلت الزيادة في عدد حجوزات الزبائن أونلاين إلى أكثر من 200%!
ختامًا، لا بد من التوضيح حول دور استراتيجية السيو في هذه الحالة. لم يكن الهدف منذ البداية إطلاق موقع إلكتروني ونشر معلومات حول المطعم فقط للوصول إلى زيارات، سواء كانت مستهدفة أو عشوائية من محركات البحث.
ما حدث هنا هو أنه وبعد الإطلاق الأولي للموقع ونتيجة البحث والتحليل حول سلوك الزبائن، كان الوصول إلى “الفرص السهلة” أمرًا حتميًا في محركات البحث. لكن من المهم دائمًا ربط استراتيجيات التسويق الرقمي بأهداف النشاط التجاري مهما كان نوعه. وهذا ما قدمته استراتيجية السيو، لتكون نتائجها الأولية تتويجًا للجهد المبذول على مدار الأشهر السابقة.
أنا أشارك خبراتي في تسويق محركات البحث من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، فتابعني إذا كنت مهتمًا بهذا المجال!